حاجات الإنسان اليومية

حاجات الإنسان اليومية

يحتاج الإنسان لنموه واكتمال قدراته إلى أنواع مختلفة من الحاجات يتطلبها البدن و العقل والعاطفة، فحاجة البدن الغذاء والشراب، وبعض الرياضة لو كان هناك متسع من الوقت الذي لا يوجد به وقت أصلاَ لمزاولة مثل هذه الأشياء، والاكتفاء بمتابعتها عبر وسائل الإعلام فقط، وبهذا نصبح رياضيين لا يشق لنا غبار، ولا ينقصنا شيء من الكمال البدني سوى تخفيف التلال والهضاب من الشحوم واللحوم العالقة بأجسامنا والتي أصبحت من الكماليات المعبرة عن حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا. وأما حاجيات العقل فمتصلة بسلسلة من الحلقات تبدأ بالإدراك، والتعلم، ثم الثقافة، فالبحث الموصل للإبداع، ويتوقف جميعنا عند حلقة التعلم وما يحتويه من عادات و تقاليد وثقافة اجتماعية، ضابطة لسلوكنا، ومهذبة لأنفسنا وموجهة لفكرنا، ونستصعب الخوض في باقي السلسلة، لأنها تتطلب الجهد الكبير والتفكير الطويل والسهر المرير والتجربة الجريئة، وهذا يأتي على حساب التضحية بالوقت المخصص للتمارين الرياضية اليومية المستمرة بلا انقطاع عبر وسائلها الإعلامية المختلفة. ثم يأتي الإشباع الروحي الذي يكتمل بالتمسك بديننا والتقيد بمنهاجه ليهذب سلوكنا أمام الله أولا ثم أفراد المجتمع المحيط بنا ثانياً، وبالتأمل العميق ثالثاً في إبداعات الخالق عز وجل بشيء من التدبر والتفكر، وهو ما نعبر عنه بالجانب الوجداني العاطفي التأملي الذي يوقظ الحس الجمالي فينا، ويدرب الاستجابات ويوجه المؤثرات الجمالية لما حولنا لاستشعار مكامن الجمال الإلهي في الطبيعة من حولنا. إلا أن كثيرا من الناس المنشغلين بأمور الحياة، لا يلقون بالاً إلى مثل هذه التأملات الكونية وهذه الإبداعات الجمالية إلا من خلال مؤثر يثير فضولهم نحوها كالأعمال الفنية مثلاً، والتي تعبر عن أحاسيس ومشاعر وتأملات الفنانين، والحاملة لمدلولات ونظم وأحكام واقعية تصدق في المعنى ولا تخدش ثقافة المتلقي وتسترعي انتباه هؤلاء المنشغلين عنها ففيها الغذاء الوجداني الجيد لهؤلاء، ومثير لتكوين ميولهم وذوقهم واتجاهاتهم، لأن الفن كالعلم يمكن أن يستخدم في الخير أو في الشر ، فهو وسيلة إلى مقصد، فحكمه حكم مقصده، (فإن استخدم في الحلال فهو حلال وإن استخدم في الحرام فهو حرام)، فيذهب هؤلاء الناس لاستشعار مواضع الجمال وترجمة أحاسيسهم إلى معطيات واقعية مستندين على ما لديهم من مخزون ثقافي، هذا إن كانت مخازنهم تحمل مثل هذه المعطيات وإلا لانصرفوا عن مثل هذه الأمور إلى ما خصص من وقتهم الثمين المكتظ بالأعمال اليومية والتمارين الرياضية المتواصلة بلا انقطاع.

يعطيك العافيه

تقبل مروري,,

يسلموووووووووووووو ع الطرح

القيم والمفيد ..

الله يعطيك العافيه